أغرب 5 حالات تدخل للـ VAR أثارت الجدل هذا الموسم
في عالم كرة القدم الحديث، باتت تقنية الفيديو المساعد للحكم، أو ما يعرف اختصاراً بـ VAR، جزءاً لا يتجزأ من اللعبة. هدفها المعلن هو تقليل الأخطاء التحكيمية الفادحة وتطبيق العدالة داخل المستطيل الأخضر. لكن، وعلى الرغم من النوايا الحسنة، غالباً ما تثير تدخلات VAR جدلاً واسعاً بين الجماهير واللاعبين والمدربين على حد سواء. هذا الموسم، شهدنا العديد من حالات VAR التي أثارت عاصفة من النقاش والانتقادات، بعضها كان غريباً وغير متوقع، مما جعلنا نتساءل عن مدى فعالية هذه التقنية وتأثيرها على متعة كرة القدم.
VAR هذا الموسم: خمس حالات أثارت الجدل وغيرت مجرى المباريات
لطالما كان التحكيم جزءاً لا يتجزأ من كرة القدم، ومع إدخال تقنية تحكيم الفيديو VAR، كان الأمل يحدو الجميع في تقليل الأخطاء التحكيمية وتطبيق العدالة. ومع ذلك، فإن التطبيق الفعلي للتقنية لم يخلُ من الجدل، وشهدنا هذا الموسم العديد من الحالات التي أثارت علامات استفهام كبيرة.
في هذا المقال، سنستعرض أغرب 5 حالات تدخل للـ VAR في مباريات الدوري هذا الموسم، والتي أثارت جدلاً واسعاً وغيرت مجرى المباريات بشكل أو بآخر. هذه الحالات لا تعكس فقط تعقيدات تطبيق التكنولوجيا في كرة القدم، بل تسلط الضوء أيضاً على التحديات المستمرة التي تواجه الحكام وصناع القرار في سعيهم لتحقيق العدالة في اللعبة.
الحالة الأولى: لمسة اليد “غير المقصودة” التي أشعلت المدرجات
في إحدى مباريات الدوري، احتسب الحكم ركلة جزاء ضد أحد المدافعين بداعي لمسة يد. الغريب في الأمر أن الكرة ارتطمت بيد المدافع بعد اصطدامها بجسده أولاً، وفي موقف بدا فيه اللاعب غير قادر على تجنب الكرة. تدخل VAR وأكد القرار، مما أثار استياء اللاعبين والجماهير على حد سواء. السؤال الذي طرح نفسه بقوة هو: هل يجب معاقبة اللاعب على لمسة يد غير مقصودة تماماً؟ هذه الحالة أثارت نقاشاً حاداً حول تعريف “لمسة اليد” وكيفية تطبيق القانون في مثل هذه الظروف. قرارات VAR في هذه الحالة بالذات، أظهرت مدى صعوبة تطبيق القانون بشكل عادل في جميع الحالات.
الحالة الثانية: التسلل “بالمليمتر” الذي حرم الفريق من هدف الفوز
في مباراة أخرى، سجل أحد المهاجمين هدفاً قاتلاً في الوقت بدل الضائع، لكن الحكم المساعد رفع رايته معلناً عن وجود تسلل. تدخل Var وأكد القرار بعد فحص دقيق للغاية، حيث تبين أن جزءاً بسيطاً جداً من كتف المهاجم كان متقدماً على آخر مدافع. هذه الحالة أثارت جدلاً واسعاً حول دقة تقنية التسلل وكيف يمكن أن تؤثر على نتيجة المباراة بسبب أخطاء هامشية للغاية. العديد من النقاد والمشجعين اعتبروا أن تطبيق القانون بهذه الدقة المفرطة يقتل روح اللعبة ويحرم الفرق من أهداف مستحقة. هذا النوع من حالات Var يثير التساؤلات حول ما إذا كان يجب التغاضي عن مثل هذه الحالات الهامشية لصالح متعة اللعبة.
الحالة الثالثة: خطأ واضح لم يلاحظه أحد في غرفة VAR
في إحدى المباريات الهامة، ارتكب أحد المدافعين خطأ واضحاً داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم لم يحتسب ركلة جزاء. اللافت في الأمر أن غرفة Var لم تتدخل لتصحيح الخطأ، على الرغم من وضوحه الشديد في الإعادة التلفزيونية. هذا الأمر أثار غضب الفريق المتضرر وجماهيره، وتساءل الجميع عن سبب عدم تدخل Var في هذه الحالة الواضحة. هذه الحادثة سلطت الضوء على احتمالية وجود أخطاء بشرية داخل غرفة VAR نفسها، وأن التقنية ليست مضمونة بنسبة 100%. مثل هذه الأخطاء تزيد من جدل VAR وتثير الشكوك حول مصداقية القرارات.
الحالة الرابعة: “إعادة” الركلة التي لم تنته
في إحدى مباريات الكأس، احتسب الحكم ركلة جزاء، وبعد تنفيذها، تدخل وأمر بإعادة الركلة بحجة أن حارس المرمى تحرك قبل تنفيذ الركلة. تم إعادة الركلة وسجل منها هدف، لكن تدخل مرة أخرى وأمر بإعادة الركلة للمرة الثانية، بحجة أن أحد لاعبي الفريق المنفذ للركلة دخل منطقة الجزاء قبل التنفيذ. في نهاية المطاف، تم تنفيذ الركلة للمرة الثالثة وسجل منها هدف، لكن الجدل استمر بعد المباراة حول مدى صحة هذه القرارات وكيف أثرت على سير المباراة. هذه الحالة الغريبة أظهرت كيف يمكن أن تتحول عملية بسيطة مثل ركلة الجزاء إلى مسلسل طويل من القرارات والإعادات، مما يفقد اللعبة عفويتها وجمالها.
الحالة الخامسة: التدخل “المبالغ فيه” في كل قرار
في بعض المباريات، لاحظ المشاهدون أن غرفة تتدخل في كل قرار تقريباً، حتى في الحالات البسيطة والواضحة التي لا تستدعي ذلك. هذا الأمر أثار استياء الجماهير، التي شعرت بأن يقتل متعة اللعبة ويحولها إلى سلسلة من التوقفات والمراجعات. الكثيرون اعتبروا أن هذا التدخل المبالغ فيه يفقد الحكم سلطته وقراره، ويجعل اللعبة تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا بدلاً من الحس التحكيمي. التدخل المفرط من قبل VAR يثير تساؤلات حول الدور المناسب للتكنولوجيا في كرة القدم وكيفية تحقيق التوازن بين الدقة ومتعة اللعبة.
خاتمة:
لا شك أن تقنية Var أحدثت ثورة في عالم كرة القدم، لكن تطبيقها لا يزال يثير الكثير من الجدل. الحالات الخمس التي استعرضناها في هذا المقال ليست سوى أمثلة قليلة على التحديات والصعوبات التي تواجه هذه التقنية. من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من التحسينات والتعديلات في طريقة تطبيق Var،
وذلك لضمان تحقيق العدالة دون المساس بمتعة اللعبة. يجب أن يكون الهدف هو استخدام التكنولوجيا بحكمة، بحيث تكون أداة مساعدة للحكم وليس بديلاً عنه، وأن يتم التركيز على الحالات الواضحة والصريحة التي تستدعي التدخل، مع التغاضي عن الحالات الهامشية التي قد تفسد متعة كرة القدم. يبقى الأمل معلقاً على أن يتمكن صناع القرار في كرة القدم من إيجاد التوازن الأمثل بين التكنولوجيا والتحكيم البشري، وذلك لضمان مستقبل أكثر عدلاً وإثارة للعبة الأكثر شعبية في العالم.
